رغم الكثير من المبادرات التي أطلقتها الدولة من أجل دعم المقاولين وأصحاب المشاريع، إلا أن الحاجة لا زالت كبيرة إلى المزيد والمزيد منها.
يشتكي رواد الأعمال في المغرب من غياب التوجيه ثم الدعم، وإن حضرا، فإنهما يأتيان على شكل قروض إما بشروط صعبة جدا، أو بنتائجَ تكون وخيمة لاحقا.
ويبدو أن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات قد قررت أخيرا الاستدارة نحو هذه الفئة، وعدم الاكتفاء بالتشغيل المأجور.
الانطلاقة في تفعيل فكرة دعم رواد الأعمال كانت يوم الاثنين 6 فبراير، بحضور وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، تحت مسمى مخطط تشغيلي أطلق عليه "جيل المقاولين".
مخطط يبدو طنوحا مبدئيا، ويروم مواكبة 100 ألف من حاملي المشاريع والمقاولين الذاتيين، وكذا المقاولات الصغيرة جدا بين سنتي 2023 و2026.
وقد رافق إطلاق المخطط إنشاء مديرية مركزية مخصصة لـ"خدمات ريادة الأعمال والمقاولات الصغيرة جدا" والمكونة من 3 أقسام و6 مصالح مركزية.
كما تم تحديد خطط العمل الجهوية التي سيتم تنفيذها من خلال شبكة مكونة من 82 وكالة تغطي جميع الأقاليم، وبدعم من 12 مصلحة دعم جهوية مخصصة لتنشيط خط مهن ريادة الأعمال والمقاولات الصغيرة جدا.
المدير العام بالنيابة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، نور الدين بن خليل، أعرب عن أسفه لكون التشغيل الذاتي "لا يمكن من توفير مناصب شغل كافية للشباب"، مؤكدا أن المقاولة الذاتية ستمثل الحل الاستراتيجي، ومن هنا جاءت فكرة جعلها أولوية على غرار التشغيل المأجور.
وبقرار من اجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات الأخير، تحت رئاسة الوزارة الوصية، فقد تم التخطيط لأزيد من 300 وكالة ونقطة تواجد.
ويهدف المخطط التشغيلي "جيل المقاولين" إلى أن يكون ملتقى للعمل المقاولاتي بالمغرب، بغية تحقيق التناغم على مستوى الشراكة بين مختلف البرامج القائمة .
فرصة جديدة هي إذن تلوح في الأفق، وعلى رواد الأعمال المغاربة بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم اغتنامها، لعلها تكون أفضل مما سبق، وبخيارات أشمل وأوسع.